ماجدة محيي الدين (القاهرة)
يُعد العنب من أفضل الفواكه وأكثرها منافع للإنسان، وقد صنف كأحد ثلاثة ملوك للفاكهة بعد التمر والتين، وهو يؤكل رطباً ويابساً وأخضر ويانعاً، غني بالفوائد والقيمة الغذائية العالية، من فواكه الجنة كما أخبرنا القرآن الكريم، حيث ورد ذكره إحدى عشرة مرة في كتاب الله، ويوصي أطباء التغذية بأن يتناول الصائم كمية متوازنة من العنب أو «الزبيب»، فهو يحتوي على نسب كبيرة من المواد السكرية سريعة الامتصاص بما يمد الصائم بالطاقة، فضلاً عن احتوائه على مجموعة من الفيتامينات «A وB وC» والمعادن والفسفور والحديد والكالسيوم والأحماض ومضادات الأكسدة، ولا تقل أوراق العنب قيمة عن الثمرة، حيث أثبتت الدراسات أن الأوراق غنية هي الأخرى بالمعادن والأملاح والفيتامينات.
وتؤكد الدكتورة هنادي شيمة، الأستاذ بالمعهد القومي للتغذية بالقاهرة خبيرة التغذية العلاجية، أن العنب والزبيب كلاهما يحتوي نفس الفوائد تقريباً، حيث تبين أن الزبيب يحتفظ بأكثر خواص العنب الطازج، ومنها الفيتامينات والمعادن، فهو يمد الجسم بالطاقة ويرفع المناعة الطبيعية وينشط وظائف الكبد والكلى وله تأثير في خفض ضغط الدم المرتفع، وكذلك خفض الكوليسترول الضار، ويساعد على الهضم وينشط الدورة الدموية ويسهم في تخليص الجسم من السموم، ويحظر فقط على مرضى السكري الإفراط في تناول العنب أو الزبيب واستشارة الطبيب ليحدد الكمية المناسبة بحسب كل حالة، و«الزبيب» ضيف دائم على موائد الصائمين، وقد لاحظ العلماء أنه من أسرع الوسائل للحصول على الطاقة بعد التمر، ورغم طعمه الحلو فإن ما به من ألياف يعطي شعوراً بالامتلاء مما يقلل من رغبة الصائم في تناول المزيد من الطعام، ولذلك فهو مهم جداً للراغبين في الحفاظ على أوزانهم خاصة الذين يعانون من البدانة.
وتوضح خبيرة التغذية العلاجية أن الفارق بين العنب والزبيب هو كمية الماء، حيث لجأ الإنسان إلى تجفيف بعض الفواكه للاحتفاظ بها لفترات أطول، ومن فضل الله علينا أن بعض تلك الفواكه تظل محتفظة بمعظم عناصرها وقيمتها الغذائية.
وتضيف: وسواء كان العنب طازجاً أو مجففاً، فكلاهما يفيد في الوقاية من أمراض القلب والأزمات لاحتوائه على نسب عالية من مضادات الأكسدة وعلى أحماض وألياف تقي من اضطرابات القولون، وينقي الكبد من السموم ويقوي العضلات والأعصاب والعظام وكل أنواع العنب مفيدة للصائمين.
وترى د. هنادي أن الزبيب أحد الأغذية المفيدة للصائم ويمكن الاعتماد عليه كوجبة خفيفة بعد الإفطار تسهم في الشعور بالشبع وتقلل الرغبة في تناول الطعام وتساعد في التخلص من الكوليسترول الضار، مشيرة إلى أن الزبيب يمكن الاعتماد عليه في البرامج الغذائية الخاصة بالأطفال، حيث يتم توظيفه لفقدان الوزن الزائد، وكذلك يعتمد عليه أطباء التغذية في تحسين الشهية لدى من يعانون من النحافة وله تأثير جيد في تنشيط الذاكرة.